إستونيا تدمج الهواتف والذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية
إستونيا تدمج الهواتف والذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين، أن إستونيا، تلك الدولة الصغيرة الواقعة على بحر البلطيق، تجنبت حظر الهواتف الذكية في المدارس كما هي الحال في العديد من دول إنجلترا، بل شجعت الطلاب على استخدامها بشكل منتظم كأداة تعليمية، وابتداءً من سبتمبر المقبل، ستمنح إستونيا نحو 58,000 طالب حسابات خاصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.
رعاية حكومية
وفقًا لـ"الغارديان" تحتل إستونيا المركز الأول في أوروبا في برنامج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتقييم الطلاب الدوليين (بيزا) في الرياضيات والعلوم والتفكير الإبداعي، متجاوزة دولاً كبرى مثل فنلندا، وحققت المرتبة الثانية في القراءة خلف أيرلندا، ويُعزى هذا النجاح إلى تبني الدولة القوي للتقنيات الرقمية داخل المدارس.
وأطلقت إستونيا حالياً مبادرة وطنية تُسمى AI Leap لتزويد الطلاب والمعلمين بأحدث أدوات ومهارات الذكاء الاصطناعي، كما تتفاوض الحكومة مع OpenAI لتوفير أدوات مجانية للتعلم الذكي بحلول عام 2027، مع تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي وتعليمي فعال.
استخدام الهواتف في الفصول
أكدت كريستينا كالاس، وزيرة التعليم والبحث في إستونيا، أن الهواتف الذكية تعد جزءًا أساسياً من سياسة التعليم الرقمي، حيث تسمح المدارس باستخدام الهواتف خلال الدروس وفق ضوابط محلية، مع تنظيم منع استخدامها أثناء فترات الراحة، وأضافت أن الشباب في سن 16 عاماً يمكنهم التصويت في الانتخابات المحلية عبر هواتفهم، ما يجعل حظر الهاتف في المدارس رسالة متناقضة.
تحدثت الوزيرة عن تحوّل جذري في نظام التعليم مع انتشار الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن كتابة المقالات كواجبات منزلية ستنتهي، وسيتم الاعتماد على الامتحانات الشفوية وتطوير مهارات معرفية أعلى، لتواكب تطور الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
تحديات وفرص المستقبل
اختتمت كالاس حديثها بالقول إن المجتمع يواجه تحدياً حقيقياً في كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون أن يسيطر على الوعي البشري، داعية إلى ضرورة تطوير التفكير والمهارات البشرية لمجاراة هذا التطور التكنولوجي.
يرجع نجاح إستونيا في دمج التكنولوجيا في التعليم إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية منذ عام 1997 ضمن برنامج "قفزة النمر"، حيث تم ربط جميع المدارس بالإنترنت بسرعة عالية، واليوم، الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي يمثلان الخطوة التالية في هذه الرحلة.
تعد إستونيا نموذجاً فريداً في دمج التكنولوجيا والرقمية في التعليم، بعد أن تحولت من دولة ذات موارد محدودة إلى من بين الأفضل في أوروبا في نتائج اختبارات التعليم الدولي، يعتمد نظامها التعليمي على التكنولوجيا الحديثة، مع حرص على تعليم الطلاب استخدام الأدوات الرقمية بشكل مسؤول وأخلاقي، ما يجعلها من الدول الرائدة في مجال التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي.